مستشفى الحرس الوطني يقيم ندوة حول اضطرابات النوم ... «أمراض النوم» ... لغز طبي جديد يحيّر السعوديين
ظلت غادة عبد الوهاب، وهي امرأة في عقدها الثالث، طوال عامين غير قادرة على النوم بسبب اختناق في التنفس. ولم تكن تعلم أن مشكلتها تتعلق بحالة مرضية طبية «قديمة متجددة» عالمياً، وتعرف باسم «اضطرابات النوم».
تقول غادة: «خلال مراجعتي الدورية لقسم أمراض الصدرية في أحد المستشفيات الحكومية، تم تحويلي إلى قسم اضطرابات النوم، وخضعت لعديد من الأسئلة في شكل استبيان، ومن خلال إجابتي اكتشفوا أن مرضي هو أحد أنواع أمراض اضطرابات النوم، وبالفعل فوجئت بتشخيص حالتي، وبنوعها».
وتوضح أن حالات الاختناق التي كانت تصيبها خلال النوم كانت تؤثر بشكل كبير على نشاطها وعملها في إدارة التطوير التربوي في إدارة التعليم، وتضيف: «كنت أشعر أني أغرق خلال النوم، كانت هذه الحالة تتكرر أكثر من عشر مرات في الليلة الواحدة، وبعد مواظبتي على العلاج خلال ثلاثة شهور أصبحت إنسانة جديدة».
حالة غادة الطبية هي من ضمن 600 حالة سجلت في قسم اضطرابات النوم في مستشفى الحرس الوطني في جدة، والذي أنشئ منذ العام 2002. ومرضى القسم لا يتعرفون عليه إلا بالصدفة. فهناك من يعاني من اضطرابات النوم، بأشكالها المختلفة، لسنوات تزيد على 15 عاماً من دون أن يعلم أن مشكلته الحقيقية تتعلق بنومه، وتأثيرها كبير على صحته ونشاطه.
الطبيب أيمن كريّم، أحد السعوديين القلائل الاختصاصيين في علاج أمراض اضطرابات النوم، وهو من يشرف على حالة غادة والعديد من المصابين الآخرين بالمرض، يقول: «من المتوقع وجود نسب كبيرة من المصابين بأمراض تتعلق بالنوم، ولكن لا توجد إحصاءات أو أرقام توضح الأعداد، وهذا يعود لحداثة هكذا حالات مرضية لدينا».
ويستعد الدكتور كريّم الذي يرأس قسم «اضطرابات النوم» في مستشفى الحرس الوطني بجدة، لإقامة الندوة الوطنية الأولى لاضطرابات النوم، خلال الفترة من 30 إلى 31 كانون الثاني (يناير) الجاري في أحد الفنادق في مدينة جدة، بمشاركة أكثر من 15 طبيباً محلياً وعالمياً اختصاصيون في أمراض النوم، بهدف بث الوعي عند الأطباء السعوديين حول أمراض النوم التي لا يعرفون عنها سوى القليل، بحسب قول الدكتور كريّم.