عادة 'الترواغ'، هي إخفاء العروس عن العريس ليلة زفافهما، أو خلال اليومين الأولين من الزواج، ولها أساليب وطرق عديدة تتبع لها، ففي اليوم الأول للزواج، تقوم صديقات العروس، وقريباتها من غير الطاعنات في السن، بالسعي من أجل إخفائها، ويستخدمن في سبيل ذلك مختلف الحيل والخدع، ويلجأن إلى العنف تارة، فأحيانا تدعي العروس أنها ستقضي حاجة خاصة، وهناك تقوم إحدى صديقاتها بارتداء ثيابها السوداء، وتغطية وجهها، وتعود الصديقة إلى العريس على أنها هي العروس، فيما تقوم الأخريات بإخفاء العروس، وأحيانا تقوم النسوة بوضع منوم في شراب العريس وأصدقائه وبعد استغراقهم في النوم.يقمن باختطاف العروس واخفائها..
وفور ملاحظة اختفاء العروس، يقوم العريس وأصدقاؤه بالبحث عنها في كل مكان، فإن عثروا عليها عادوا بها في موكب احتفالي، وكأنهم جيش عائد من ميدان المعركة منتصرا، أما إذا فشلوا، فإن العريس يخضع لشروط صاحباتها، وعادة ما يسرفن في طلباتهن التي قد تكون تعجيزية في بعض الأحيان، وفي مقدمتها إعطاء ضمانات لهن بعدم معاقبتهن على إخفائهن للعروس، وإقامة وليمة فاخرة على شرفهن، واستدعاء فرقة من المطربين يخترنها بأنفسهن، وتنظيم حفلة فاخرة لهن، وقد يجبرن العريس على القيام ببعض الأمور غير المعهودة، من قبل الرقص لمدة ساعة أمام الجميع، أو شراء ثياب لهن، أو القيام بحركات غريبة أمام خيمة أصهاره، وقد يجبرن كذلك أصدقاءه على القيام بأمور مماثلة، كل ذلك من أجل أن يعدن العروس أو يرشدونهم إلى مكانها.
وتعتبر ظاهرة إخفاء العروس (الترواغ) امتحانا للعريس لمعرفة مدى تعلقه بزوجته وحبه لها، فبقدر ما يبذله من جهد في البحث عنها، ويطوي من المسافات في سبيل ذلك، ويتصبب منه العرق، وبقدر ما ينفقه ويستجيب له من شروط صديقاتها، يكون مقياس حبه لها وتعلقه بها، أما إذا أظهر عدم اهتمام بالموضوع، أو لم يبذل جهودا في البحث عنها، فإن ذلك دليل على برودة حبه لها، مما يشكل مسبة تعير بها العروس بين صاحباتها في المستقبل.
الأربعاء أغسطس 27, 2008 6:09 pm
