نادتنى ....هى نادتنى
وسط الظلام الدامس
وسط عثرات الطريق
فقدت الطريق !!!
فلا ضوءعلى هداه أهتدى
ولا أمل به أحيا ...ولا حتى بريق !!
مشيت فيه و مشيت ...تارة أسمع أصوات عن اليمين فأتجه نحوها كالأعمى
فى درب المبصرين ...وشيئا فشيئا تهدأ الأصوات و تبتعد الخطوات و يعود الصمت الحزين ,وأعود أنا إلى درب السائرين ....
حتى تعود الأصوات من جديد , عن اليسار فأسرع الخطى ,لعلنى أجد الطريق
وأكسر هذا السكون المقيت و أترك درب التائهين ...
وحين أصل إليهم أضحك و أضحك ثم أبكى و أبكى و يطول الأنين
يالهم من تائهين !! جئت إليهم يقودنى الحنين ....إلى الجمع الصالح الجميل
إلى درب صحيح فيهأسير , لأجدهم بلا بصر مثلى فى ظلامهم يتخبطون
وعدت من جديد فى درب أسير....
حتى نادتنى هى نادتنى ....
فلم أصدق أذناى ..حينها
أنادتنى هى نادتنى !!!!
أذرفت دموعى كثيرا و تسارعت أنفاسى و معها نبضات قلبى الواحدة تلو الأخرى و انا اتحسس الخطى فى الدرب المظلم الطويل
,,أتجه إللى مصدر النداء غير مصدقة ....إنها هى ثانية !!!
إسمع معى...
يا تائهة فى درب العصاة الحائرين
يا باكية على العمر الحزين
أقبلى إلى و أطلبى تلبين
العفو و المغفرة و أى شيئ تريدين
جففت دموعى و بدأت تهدأ أنفاسى و أنا أسمعها حتى أنتهت من كلماتها فسألتها رغم أنى اعرف جوابها ...
أخبرينى بربك من تكونين ؟؟
إبتسمت قائلة :
أنا بشرى من ربك و من رسول أمين
قلت غير مصدقة :أحقا انتى؟؟
قالت فى حنان بالغ و إشفاق لم أرى له مثيل :
نعم حبيبتى ...أما آن الوقت لكى تتوبين ؟؟
نظرت إليها و قد أغرورقت عيناى ثانية من الدموع
وقلت معاتبه:
أين كنتى ؟ و أين ذهبتى ؟وهل هنا عليك فتركتينا عام كامل و ذهبتى ؟؟
حْرمت من بصرى فكنتى أنتى بصرى
وفارقتينى...وقلت هذا قدرى !!
وأثقلتنى المعاصى و زاد على وزرى
فأين كنتى يا ليلة القدر ؟؟؟؟
أين كنتى يا ليلة القدر ؟؟
و أخيرا أنقشع الظلام
وخف الحمل الثقيل
وبت أعرف أين كنت و أين أسير ...
وعرفت طريقى وما عاد طويل
بعد أن أبصرت عفو رب جليل !!!